أندريس إنييستا أيقونة نادي برشلونة يعلن نهاية مشواره مع الفريق الكاتالوني


أعلن قائد نادي برشلونة الإسباني وخريج مدرسته الكروية وأيقونته أندريس إنييستا الجمعة نهاية رحلته مع الفريق الكاتالوني بنهاية الموسم الحالي. وقال صاحب هدف الفوز لمنتخب إسبانيا في مرمى هولندا في نهائي كأس العالم 2010 إن وجهته ستكون إلى خارج أوروبا لأنه لا يريد اللعب ضد فريق عمره.
أعلن القائد الأنيق لفريق برشلونة أندريس إنييستا الجمعة رحيله إلى وجهة "خارج أوروبا" عن فريق عمره، بعد 22 عاما قضاها في كاتالونيا، حيث سيترك فراغا كبيرا في مركز صناعة اللعب.

"لا أستطيع تقديم أفضل ما لدي جسديا وذهنيا في المستقبل القريب"، أراد إنييستا الذي سيبلغ الرابعة والثلاثين في أيار/مايو المقبل، إنهاء مسيرته في القمة.

أمام حشد كبير الجمعة في مركز جوان غامبر الرياضي، قال إنييستا من دون أن يحبس دموعه "هذا المؤتمر الصحافي للإعلان عن قرار خوضي الموسم الأخير" مع برشلونة.

وقال إنييستا الذي انضم إلى برشلونة بعمر الثانية عشرة أمام عائلته، رئيس برشلونة جوسيب بارتوميو، المدرب إرنستو فالفيردي ولاعبي الفريق، إن أفضل طريقة لترك النادي "عندما تشعر بأهميتك، بأنك لاعب أساسي مع إمكانية إحراز الألقاب".

رمز مركز تكوين "لا ماسيا" ونجم العصر الذهبي للنادي، على غرار الأسطورة الارجنتينية ليونيل ميسي، كان قد وقع عقدا "مدى الحياة" مع برشلونة حيث بدا أنه سينهي مسيرته.

لكن الدولي الإسباني (125 مباراة دولية) قرر السير على خطى سلفه في وسط وقيادة برشلونة تشافي هرنانديز المنتقل في 2015 إلى الدوري القطري لكرة القدم للعب مع السد.

وفي ظل التوقعات عن انتقاله إلى نادي تشونغكينغ الصيني، قال إنييستا عن وجهته المقبلة "سنعرف ذلك عندما ينتهي الموسم. قلت إنني لن ألعب ضد برشلونة، لذا لن يكون (النادي) في أوروبا".

وتابع "إنه يوم صعب جدا بالنسبة لي، لأني هنا طيلة حياتي، وتوديع بيتي وحياتي هنا أمر صعب جدا".

جاء إعلان إنييستا بعد ستة أيام من النهائي الأخير له مع برشلونة، حيث توج بلقب الكأس على حساب إشبيلية القوي بخماسية نظيفة، ليحرز لقبه الـ31 مع "بلاوغرانا". اللقب الثاني والثلاثون ليس سوى مسألة وقت في نهاية الأسبوع حيث يتوقع تتويجه بلقب الليغا.

تجسيد لعب بلاوغرانا

قرار تبلور منذ آذار/مارس الماضي عندما أعلن عن تقييمه لعرض صيني قدرته وسائل الإعلام بعشرين مليون يورو كراتب سنوي، مع احتمال أن يطور مٌنتج النبيذ صادراته نحو السوق الصيني.

وبرغم الإقصاء الموجع من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام روما الإيطالي (1-4 و3-صفر)، كانت اللحظة المناسبة للرحيل، قبل كأس العالم الصيف المقبل في روسيا، والتي ستكون أيضا مشاركته الأخيرة مع "لا روخا"، المنتخب الإسباني الذي شارك إنييستا في ثلاثيته التاريخية في مونديال 2010 وكأس أوروبا 2008 و2012.

في برشلونة اختبر إنييستا كل شيء: السنوات العجاف في بداياته في 2002، ثم أربعة ألقاب في دوري أبطال أوروبا (2006 و2009 و2011 و2015) وراء زميله المرعب ميسي والذي حرمه من دون شك من كرة ذهبية مستحقة لأفضل لاعب في العالم عام 2010، عندما توج مع بلاده باللقب العالمي وكان صاحب هدف الفوز في النهائي ضد هولندا بعد التمديد (116). كرة ذهبية قال الفرنسي زين الدين زيدان مدرب الغريم ريال مدريد الجمعة إنه "كان يستحقها" في 2010.

أما ميسي فيقول في كتاب "الفنان" عن إنييستا "في الملعب أحب أن يكون إلى جانبي، خصوصا عندما تسوء المباراة وتصعب الأمور. أقول له عندها ’اقترب أكثر‘".

من الصعب تخيل برشلونة من دون إنييستا الذي يجسد لعب الفريق المرتكز على التمريرات السريعة. حلل مدربه فالفيردي الخريف الماضي "يسمح لنا بالسيطرة على اللعب. في بعض النواحي، أسلوب لعب الفريق هو أسلوبه".

مدربه السابق جوسيب غوارديولا قال عن اللاعب الخجول الذي لا يشبه نجوم اللعبة في النواحي التسويقية "هو جيد لدرجة من المستحيل ألا تدفع به. لا أحد يقرأ المباراة في الوقت والمساحة أفضل منه. لكن أكثر من ذلك، لديه القدرة على ضرب توازن الخصم. بمقدوره قتلك في الهجوم، وهو حاضر دوما في المناسبات الكبرى".

إنييستا في برشلونة هو أكثر من لاعب. لدى المشجعين تحول اللاعب إلى أيقونة، وبالنسبة إلى مدربه السابق لويس إنريكي هو "تراث للإنسانية".

لم يرض بلقب البطولة بعد هدف مونديال 2010، فقال لصحيفة "إل بايس": "بطل؟ أبدا! الأبطال يحاربون الأمراض أو يضطرون للهجرة لإطعام أولادهم. أنا محظوظ لممارسة كرة القدم وأحيانا لإسعاد الناس بتسجيل هدف أو تمرير كرة حاسمة ساهمت بالفوز في مباراة".

شخصية يشرحها رئيس النادي بارتوميو "كان مثالا ساطعا للرياضة وله شخصيا، حتى المباراة الأخيرة الأسبوع الماضي (في نهائي الكاس). كل الأهالي يريدون ولدا يشبه إنييستا".

وعلى الرغم من أنه بات يعاني للبقاء 90 دقيقة على المستطيل الأخضر، والمشاكل الصحية والإصابات، لا يزال إنييستا في غالبية الأحيان محور الحركة، والأمثلة على ذلك كثيرة، ومنها تمريرته الساحرة التي أثمرت هدفا في مرمى ألمانيا (1-1) خلال المباراة الودية في نهاية آذار/مارس الماضي، بين المنتخبين المتوجين بآخر نسختين في المونديال، بالإضافة إلى هدفه ضد إشبيلية في نهائي الكأس عندما قدم أداء رائعا.

لخص برشلونة أهمية لاعبه في شريط مصور نشره قبل مواجهة روما في دوري الأبطال، وجاء فيه إن "إنييستا هو مايكل أنجلو بالنسبة إلينا"، في إشارة إلى الرسام والنحات الإيطالي التاريخي.

مع مباراة ديبورتيفو لاكورونيا الأحد، يبقى لإنييستا (57 هدفا في 669 مباراة مع برشلونة) أربع مباريات بألوان الفريق الكاتالوني، بينها كلاسيكو "عادي" ضد ريال مدريد، نظرا لحسم لقب الدوري، في 6 أيار/مايو قبل أن ينحني بأناقته المعتادة وحسن تصرفه.

فرانس24/ أ ف ب

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق