يحتوي هذا الديوان على عشرات القصائد التي ألقاها شربل بعيني في مناسبات الجالية اللبنانية في أستراليا

شهيد الحقّ

ألقيتها يوم استلامي جائزة جبران لعام 1989، نيابة عن شهيد الكلمة الأديب توفيق يوسف عوّاد.


ـ1ـ

غِصَّيْتْ لِمِّنْ غَابِتْ الضِّحْكِه

عَنْ تِمَّكْ الْـ نَوَّرْ لَيَالِينَا

وْمَا قْدِرْتْ مِنْ كِتْرِ الْوَجَعْ إِحْكِي

إِنْتَ الْوَطَنْ.. وِحْرُوفَك الْمِينَا

ـ2ـ

وْبَيْرُوتَكْ اللِّي طْعَمتْهَا "رْغِيفَكْ"

جْنُون الْغَدْرْ هَدَّمْ "طَوَاحِينَا"

جِينَا تَا نِسْأَلْهَا: إِنِتْ كِيفَكْ؟

فَتْحِتْ عَ صَدْرَا وْجَاوْبِتْنَا: مَاتْ

بَيّ "الْعَذَارَى" حَبّ يِفْدِينَا!

ـ3ـ

مِتّْ؟!.. مُشْ مَعْقُولْ إِنْت تْمُوتْ

وْكَحَّلْ عِينَيْنَا "غْبَارْ إِيَّامَكْ"

وِ"الصَّبِي الأَعْرَجْ" عَ دَرْب الْقُوتْ

يَا مَا شِبِعْ مِنْ بَرْكِةِ كْلاَمَكْ

قَتْلُوكْ.. قَالُوا: بْتِنْقِتِلْ بَيْرُوتْ

هَـ الْكلّ عُمْرَا تْعِيشْ بِمْنَامَكْ

مِشْيِتْ "قَوَافِلْ وِالزَّمَنْ" تَابُوتْ

وْ"فُرْسَانْ" تِسْرُجْ خَيْل قِدَّامَكْ

تَارِي وَقتْ مَا بْتِنْهِدِمْ الِبْيُوتْ

وِيْبُوسْ دَمَّكْ عَتْبِة بْوَابَكْ

بِتْصِيرْ تِخْفُقْ نَصرْ.. أَعْلاَمَكْ.

ـ4ـ

رَحْ مِدّْ إِيدِي.. وِالْفَرَحْ زِنَّارْ

تَا مَثّلَكْ.. يَا مْمَثَّل بْلادِي

يَا شَهِيدْ الْحَقّْ.. جَايِي نْهَارْ

يِحْكِي قِصَصْ.. وِيْفَهِّمْ وْلادِي

كِيف الْحَقِيقَه بْيِخْنِقَا أَشْرَارْ

عَ مْسَارِح التِّدْجِيلْ.. رِدَّادِي

وْلَوْ مَا يْكُون الْعَارْ.. مِتْلُنْ عَارْ

كَان اسْتَحَى وِتْلَطَّفْ زْيَادِه!

ـ5ـ

بِرْدَانْ.. حَيِّكْ لِلْوَطَنْ "قِمْصَانْ

مِنْ صُوفْ" عُمْرَكْ.. يَا إِبِنْ عُوَّادْ

وْضَوِّي "مَنَارَه" بْعَتْمِة الْهُجْرَانْ

رَحْ تِسْرُق الأَوْهَامْ نَاس بْعَادْ

وْضِمّ حَرْفَكْ عَ حَرفْ جُبْرَانْ

بْحَرْفَيْنْ.. فِيهُنْ يِنِشْلُوا الِبْلادْ

لا.. وْأَكْبَرْ "لا".. لْمِينْ مَا كَانْ

لا لِلْهَجرْ.. لِلْمَوْتْ.. لِلتِّقْسِيمْ

لُبْنَانْ بَاقِي بْهَالدِّنِي.. لُبْنَانْ

**

باقي انت باقي

في ذكرى توفيق يوسف عوّاد 1990


ـ1ـ

كِذْبُوا اللِّي قَالُوا: متّْ

الْـ مِتْلَكْ صَعِبْ تَا يْمُوتْ

لكِن.. لأَنَّكْ نِمْتْ

وْطُوَّلْتْ حَتَّى قمْتْ

مِنْ دُونْ وَعِي.. قَطْعُوا الأَمَلْ

وْزِعْلُوا.. وْيَا حَسْرَه عَ الزَّعَلْ

مِنْ كمْ خَشْبِةَ شُوحْ بَارَكْهَا الأَزَلْ

عِمْلُوا إِلَكْ تَابُوتْ!

ـ2ـ

بَاقِي إِنِتْ بَاقِي

يَا شَيْخْنَا الْجَبَّارْ

بِـ كِلّ نِقْطِةْ دَمّْ

انْسَكْبِتْ تَا تِمْحِي الْعَارْ

وِبْكِلّْ دَمْعِةْ أُمّْ

نَاطْرَه تْلاَقِي

هَاك الْوَحِيدْ اللِّي رَحَلْ

عَ الْحَرْبْ تَا يْخَرْطِشْ أَمَلْ

تْعَمَّدْ.. وْصَفَّى بَطَلْ

عَ حَفِّة السَّاقِي..

ـ3ـ

لَوْلاكْ ضَاع الْحُلْمْ

مْنِ عْيُونْ نِعْسَانِه

كانِتْ تْحَوِّشْ سِلْمْ

مْنِ كْرُومْ دِبْلانِه

إِلاَّ وْبِيطِلّ الْوَعْدْ

صَارِخْ كَأَنُّو الرَّعْدْ:

" تَا تْكُونْ لُبْنَانِي

لازِم تْطَال الْمَجْدْ

وِتْكّلِّلُو بِالْوَرْدْ

وْتِفْدِي بْدَمَّكْ أَرْضْ أَوْطَانِي

وِتْعَلِّمْ الْـ رَحْ يِخْلَقُوا مِنْ بَعْدْ

كِرْمَالْ تِبْقَى الأَرْضْ

يِسْتَشهدوا تَانِي"..

ـ4ـ

سْبَكْنَا الْحُرُوف مْنِ الدَّهَبْ

لْمَجْدَكْ.. تَا حَتّى يِنْكَتَبْ

يَا لْـ كِنْتْ عَالِي بْطَلتَكْ

وْهَيْبِةْ أُبُوِّه هَيْبتَكْ

بْلادي إِذَا شَافِتْ عَجَبْ

كانْ الْعَجَبْ بِـ غَيبتَكْ!

ـ5ـ

بْلادِي.. الْجِبَالْ الشَّامْخَه وِالسَّهْلْ

بْلادِي.. الضّياعْ الْحَالْمِه والأَهْلْ

يَللِّي "رْغِيفَكْ" نَامْ عَ دَيْهَا

وْزَهْر "الْعَذَارَى" تْكَوَّمْ عْلَيْهَا

بْلادِي.. يَا "بِنْ عُوَّادْ" رَحْ تِشْتَاقْ

لِعْيُونَكْ الْـ غِمَّضْتهُنْ بَكِّيرْ

عَ أَلْف فَجْرْ.. وْأَلْفْ حُلْم كْبِيرْ

مِنْشَانْ حَتَّى تِلْتِقِي بِرْفَاقْ

سَبْقُوكْ تَا يْنَامُوا بعِينَيْهَا..

**