يحتوي هذا الديوان على عشرات القصائد التي ألقاها شربل بعيني في مناسبات الجالية اللبنانية في أستراليا

البيّاتي.. الحلم الراجع

ألقيتها في ندوة رابطة إحياء التراث العربي ـ سيدني، 29 تموز 1988، حول مؤلفات الشاعر عبد الوهّاب البيّاتي.


ـ1ـ

عُمْر الدِّنِي عُمْرَكْ

وْعُمرْنَا أَيَّامْ

يَا شَاعِر.. بْعِطْرَكْ

عَطِّرْ الأَحْلاَمْ

وكْتُوبْ فَوْق الطِّينْ

أَشْعَارْ مَا بْتِفْنَى

بِتْخَوِّف شْيَاطِينْ

مْنِ عْمَايِلاَ قْرِفْنَا

ـ2ـ

وِالنَّارْ بِالْكِلْمَاتْ

سَارِقْ حِمِلْهَا وْفَلّْ

يَا عَبدْ.. نُورَكْ هَاتْ

انْطَفْيِتْ نِيرَان الْكلّْ!

صَار الأَدَبْ كذَّابْ

بِيبِيعْ أَرْض.. عْيَالْ

وَحْدَكْ عَبِدْ وَهَّابْ

وْكِتْرُوا عَبِيدْ الْمَالْ!

ـ3ـ

يَا ابْنِ الْعِرَاق الْبَارْ

الْـ بِالتِّمّْ غِنِّيِّه

زِرْتُو أَنَا بْمِشْوَارْ

وْحِوَّشْتْ حُرِّيِّه

يَا مْجَدِّد الأَشْعَارْ

بِحْرُوفْ مضْوِيِّه

كِلْ مَا يْطِلّ نْهَارْ

بْتِكْبَرْ بِـ عِينَيِّي.

ـ4ـ

الْـ إِخْدُوا الأَدَبْ دُكَّانْ

لْتِرْوِيجْ أَقْوَالُنْ

بِيطَالْبُوا بْأَوْزَانْ

وْمَا بْيُوزْنُوا حَالُنْ

بِيفَكّرُوا الإِنْسَانْ

مَرْبُوطْ بِخْيَالُنْ

بْيِنْجَرّ كِيفْ مَا كَانْ

تَا يْزَقِّف قْبَالُنْ!

ـ5ـ

شُو بْخَبّرَكْ عَنْ هَجْرْ

مِكْوِي بْأَوْجَاعُو

شُو بْخَبّرَكْ عَنْ عُمْرْ

فِيه الْبَشَرْ ضَاعُوا

وْكِتَّابْ أَرْدَأْ عَصْرْ

وِقْفُوا تَا يِنْبَاعُوا

بْسَاحَاتْ فِيهَا الْعُهْرْ

بِيبِيضْ أَتْبَاعُو؟!

ـ6ـ

الْكِلْمِه الْـ مَا بِتْمُوتْ

لَمَّا بْيِجِي دَوْرَا

بِتْصِيرْ تِبْنِي بْيُوتْ

لِلْحُبّ وِالثَّوْرَه

لْشَعْبْ.. خَنْقُو سْكُوتْ

عَمَّلْ بِزَلْعُومُو

خَايِفْ مِنِ التَّابُوتْ

وْمَقْبُورْ بِهْمُومُو!

ـ7ـ

يَا خَجْلِة الأَيَّامْ

مِنْ طِفلْ الِحْجَارَه

الْـ عِينَيْهْ مَا بِتْنَامْ

وِسْعِ الدِّنِي مْدَارَا

تَا تْقَلِّق الْحُكَّامْ

الْمِتْبَاهْيِه بْعَارَا

أَصْنَامْ.. شُو أَصْنَامْ

حجْرَانْ طِفْل زْغِيرْ

رَحْ تِقْطَع بْدَارَا!

ـ8ـ

سْيَاسَاتْ كِلاَّ كِذْبْ

الإِبنْ خَان الْبَيّْ

وِالْخَيّْ صَفَّى الْخَيّْ

وِالشَّعْبْ.. وَيْن الشَّعْبْ؟!

تْفَرْفَطْ كَأَنُّو حْرُوفْ..

أَرْقَامْ جَمْع وْضَرْبْ..

وِصْفُوفْ حَدّ صْفُوفْ

انْوَقْدُوا بْنَار الْحَرْبْ

زْعَامَاتْ.. لَوْ بِتْشُوفْ

خُوَّانْ عَ الْمَكْشُوفْ

بَدُّنْ شَنِقْ أَوْ صَلْبْ..

ـ9ـ

تْرِكْنِي.. تْرِكْنِي قُولْ

رَحْ يِنْفِجِرْ رَاسِي

بْلاَقِي الشَّعبْ مَسْطُولْ

بِيأَلِّه كْرَاسِي

بْأَوْطَانْ مُشْ مَسْمُوحْ

تْرَبِّي بْحُضْنَا زْغَارْ

نَامِتْ.. عَ صَدْرَا جْرُوحْ

وْفَاقِتْ.. بِـ قَلْبَا نَارْ

ـ10ـ

وْيَللِّي هْجَرْت الدَّارْ

مِتْلَكْ أَنَا بْغُرْبِه

بْسَافِرْ بِـ هَـالأَشْعَارْ

عَ جْوَانِح الْكِذْبِه

وْمَعْلَيْشْ لَوْلا كْذِبْتْ

مَا نْسِيتْ كِيفْ هْرَبْتْ

وِالْخَوْفْ بِـ دَرْبِي

وِبْكمْ كِلْمِه كْتَبْتْ

قِللَّتْ مِنْ خَوْفِي

وْرِوَّضْتْ مَنْفَى.. تْعِبْتْ

وْبَعِدْنِي مِنْفِي

ـ11ـ

تْغِرَّبْنَا.. وْغُرْبِتْنَا كْبِيرِه

أَكْبَرْ مِنْ حِقْد الإِنْسَانْ

مْنِ الْعَتْمِه بِعْيُون الْغِيرِه

مْنِ الظُّلْم الْحَاكِمْ أَوْطَانْ

صَفَّى الْعَالَـمْ كِلُّو مَنْفَى

وِيْنْ مَا بْتِسْكُنْ.. مُشْ رَحْ تِغْفَى

وْصَفَّى الْخَوْفْ.. وْصَفَّى.. وْصَفَّى

لُعْبِه بْإِيدَيْن الشَّيْطَانْ

ـ12ـ

رَجِّعْنِي بْحَرْفَيْن زْغَارْ

عَ الْبَيْت الْـ تَعِبّتُو النَّطْرَه

وْعَمْ يِتْسَلَّى بْكِلْمِةْ بُكْرَا

وْعَشْعَشْ تَحْت لْسَانُو غْبَارْ

يَا بَيَّاتِي الْحُلْم الرَّاجِعْ

لا تِتْركْنِي وَحْدِي هَوْنْ

حْمِلْنِي وَرْقَه بَيْنِ أْصَابِعْ

تَرْكِتْ بَصْمَاتَا بْهَالْكَوْنْ

ـ13ـ

بَصْمَاتْ.. شُو بَصْمَاتْ

وَهْج الْعُمرْ فِيهَا

وِخْطُوطْهَا آيَاتْ

مْنِرْكَعْ تَا نِقْرِيهَا

صَارِتْ فَرَحْ لِلنَّاسْ

زَهَّرْ عَلَى دْرُوبُنْ

وْحَتَّى الْفَرَحْ مَا يْبَاسْ

زَرْعُوكْ بِقْلُوبُنْ

ـ14ـ

نِشَّفْتْ وِجِّي بْرِيحْ

إِسْبَانْيَا الْجَايِي

مِنْ أَعْتَق حْكَايِه

وِسْمِعْتْ صَوْتَكْ.. زِيحْ

يَا سْكُوتْ مِنْ دَرْبِي

مِشْتَاقْ لِتْلامِيحْ

وِجّْ انْشَوَى بْغُرْبِه

وْمَحْبُوسْ بِمْرَايِه

بِرْوَازْهَا آيِه

وْنَاطِر يْطلّ الْعِيدْ

وِالْعِيدْ مِتْأَخَّرْ

نَاطِرْ شِي فَجْر جْدِيدْ

بِالْحَقّْ يِتْنَوَّرْ

سْمِعْتْ صَوْتَكْ.. زِيدْ

صَوْتَكْ طِلِعْ مِنِّي

بْيُوت وْسَمَا مَدْرِيدْ

مَا بْتِبِعْدَكْ عَنِّي

ـ15ـ

وِبَغْدَادَكْ الْـ حِبَّيْتْ

يَللِّي كَرَمْهَا غْلالْ

وْغَزْلِتْ نَخِيلاَ شَالْ

حِبَّيْتْهَا مِتْلَكْ

بِرْبُوعْهَا مِدَّيْتْ

إِيدَكْ إِلِي.. وْخِلَّيْتْ

هَـ الْقَلْبْ يِشْتَقْلَكْ

رسمتك بعيني حلم

سْكَبْتَكْ بِـ قَلْبِي دَمّْ

وْلِـمْ صِرْتْ بِيّ وْأُمّْ

صِيَّرْتْنِي طِفْلَكْ

ـ16ـ

وْهَاك الْـ نَطَرْتُو تَا يِجِي

الظَّاهِرْ إِجَا مِنْ هَوْنْ

مِنْ رَابْطَه مَا بْتِرْتِجِي

إِلاَّ الْعُطرْ الِبْنَفْسَجِي

يِغْمُرْ زَوَايَا الْكَوْنْ

يْرَطِّبْ حْرُوف.. يْزَيِّنَا

بْصَفْحَاتْ بَيْضَا يْلَوِّنَا

وْمَا يْضِيعْ فِيهَا اللَّوْنْ

ـ17ـ

شْلَحْنِي قَصِيدِه بْصَفحتَكْ

نْفِخْنِي نَبَضْ بِمْحَبّتَكْ

يَا شَمْخِة الشَّعْب الأَبِي

الْـ وِقْف النّسِرْ عَ كِلمتَكْ

عَارِفْ أَنَا حَرْفَكْ رِبِي

مِنْشَانْ يِمْحِي غُربتَكْ

مَا بْشَبِّهَا بْصَرْخِةْ نَبِي

خِلْقِتْ وَحِيدِه.. صَرختَكْ

**