عندما يتحوّل الحكم إلى ملاكم ويطرح اللاعب أرضاً


​ حسب متابعتي لمباريات فرق كرة القدم الخليجية لنحو 50 عاماً، اعتقد أن مباريات كرة القدم الكويتية هي الأكثر خشونة وعدائية مقارنة بالدول الخليجية الأخرى. حيث اللاعبين والحكام والجماهير يفتقدون الروح الرياضية  ويفقدون السيطرة على أعصابهم وتصرفاتهم  في كثير من المباريات، ويخلقون الفوضى والمشاجرة ويقضون على المتعة والفرحة ويشوهون سمعة الرياضة الكويتية  
عادل محمد
4 سبتمبر 2019​

حكام كرة القدم... «حمل ثقيل» و«زاد قليل»

«بيئة طاردة» تفتقد التقدير المادي والمعنوي... والحماية

افتقاد الحكم التقدير يضعه امام ثلاثة مسالك طرق فإمّا الابتعاد عن المجال أو القبول بالواقع المر مجبراً أو الدخول في خلافات مع المسؤولين

«ثقافة احترام الحكم» لا تتواجد عند كثير من اللاعبين والإداريين والجمهور وحتى وسائل الإعلام

لا مجال للمقارنة بين مخصصات الحكم الكويتي ونظيره الخليجي

يقيم قرابة 60 حكماً لكرة القدم من مختلف الدرجات والفئات معسكرا تدريبيا في جمهورية أذربيجان، تكفلت به الهيئة العامة للرياضة استعداداً لخوض غمار الموسم الجديد والذي ينطلق في الاسبوع الاول من سبتمبر المقبل.
ورغم الاهمية الكبيرة بالنسبة لهذا المعسكر لجهة اعداد الحكام بدنياً وفنياً وتجهيزهم للمهام التي تنتظرهم في موسم صعب وشاق، إلا أن الواقع يشير الى أن ما يحتاجه الحكم الكويتي يتجاوز المعسكرات التدريبية الى أمور اخرى قد تكون اكثر أهمية.
يواجه المجال التحكيمي في الكويت -ليس في كرة القدم فحسب وانما في جميع الألعاب الأخرى- مصاعب ومشاكل تجعل من هذا المجال «بيئة طاردة» بامتياز، ولعل ذلك ما يفسر شكوى المسؤولين عن اللعبة من ضعف اقبال الشباب الكويتي على الانخراط في سلك التحكيم.
يعاني التحكيم الكويتي -ومنذ سنوات طويلة- سواء على مستوى التقدير المادي او المعنوي او حتى على صعيد توفير الحماية له،والتي لايجب ان تقتصر على وجود رجال أمن يحيطون بطاقم التحكيم بعد انتهاء المباريات، وانما نعني هنا وجود «ثقافة احترام الحكم» وعدم اهانته والتجاوز عليه سواء من اللاعبين او الاداريين او الجمهور، وحتى وسائل الاعلام.
ان افتقاد الحكم هذا التقدير يضعه في الغالب امام مفترق طرق ومسالك ثلاثة: فإمّا الابتعاد عن المجال نهائياً، او القبول بالواقع المر مجبراً، او الدخول في خلافات مع المسؤولين عن سلك التحكيم.
من الناحية المادية، لعله من غير الانصاف مقارنة الحكم الكويتي بنظيره الخليجي والذي يعتبر الاقرب له اقليمياً حيث مستوى المعيشة شبه متطابق، فما بالنا بمقارنته بالحكم الاجنبي المحترف.
في الخليج،يتقاضى الحكام بدلات تفوق بكثير تلك التي يتقاضاها الحكم الكويتي الذي يعتبر الاقل بالنسبة الى ما يتقاضاه من مخصصات، ففي السعودية يحصل حكم كرة القدم على مبلغ 5 آلاف ريال عن كل مباراة، فيما يحصل الحكم الإماراتي على راتب شهري ثابت يبلغ 10 آلاف درهم إضافة إلى 4 آلاف درهم عن إدارته كل لقاء، ويحصل الحكم القطري على 5 آلاف ريال شهريا و5 آلاف ريال عن كل مباراة يديرها، فيما يتقاضى الحكم البحريني مكافأة عن كل مباراة ما بين 150 و100 دينار، ويحصل الحكم العماني على 170 ريالا عن كل مباراة، أما الحكم العراقي فيحصل على مبلغ 300 دولار نظير إدارته كل لقاء.
في المقابل، فإن حكام الدرجة الأولى في الكويت من الحاصلين على الشارة الدولية يحصلون على مبلغ 40 دينارا إذا ما كان حكم ساحة، فيما يحصل على مبلغ 35 دينارا إذا كان حكما رابعا، أما حكام الدرجة الأولى
من المساعدين فإنهم يحصلون على مبلغ 35 دينارا عن كل مباراة يشاركون في إدارتها.
ويحصل حكم الدرجة الأولى من غير الدوليين على مبلغ 30 دينارا وهي المكافأة ذاتها التي يحصل عليها الحكم المساعد، فيما يحصل على مبلغ 25 دينارا إذا كان حكما رابعا.
أي أن أفضل مردود يحصل عليه الحكم الكويتي لا يتجاوز ما نسبته 30 في المئة من ذلك الذي يتقاضاه أي حكم خليجي.

من زرع الكراهية في الشباب السعودي اتحاد الكرة أم الإعلام الرياضي ؟

يبدو أن ظاهرة التعصب الرياضي التي طغت على الشباب السعودي قد صنعت جيلاً يحترف الكراهية ويريد الانتقام من نفسه ومن مجتمعه ترى من الذي أزكى نارها الإعلام الرياضي أم المسؤولين في اتحاد كرة القدم الذين لم ينجحوا في التصدي للعنف داخل الملاعب سواء بين اللاعبين أو بين الجماهير ، تلك كانت الفكرة الرئيسية لحلقة أمس من البرنامج الناجح ” يا هلا ” المذاع على ” روتانا خليجية الذي يقدمه الإعلامي علي العلياني واستضاف فيها الكاتب الصحفي السعودي فيصل الجفن والكاتب السعودي محمد السحيمي.

في البداية يرى ” الجفن ” أن التعصب الرياضي يؤسس لجيل يحترف الكراهية ، و أن المجتمع ينتقم لنفسه بالتعصب إذ أنه لا يريد الفرحة للآخر ، معترفاً بأن الدولة أهملت الشباب، وأغفلت توفير منافذ ترفيهية لهم، لذلك لم يجدوا إلا الكرة والتعصب الرياضي.

وأضاف الجفن أن الوقت مازال كافياً لمحاربة التعصب الرياضي والحفاظ على الجيل الجديد ،مشيراً إلي إهمال الدولة للرياضة هو سبب كل مشاكلها.

وأشار إلى أن المشكلة في المنظومة ككل وطريقة التعامل مع الرياضة ، وشدّد على أن الخطورة تكمن في نقل المعارك المتعصبة من الملاعب إلى شاشات الإعلام، واصفاً اتحاد كرة القدم السعودي بـ”الفاشل” في حل تلك الأزمة قبل تفاقمها.

الملاعب الخليجية.. تعصب الجماهيـر يزداد خطورة !!

لم تسلم الكرة الخليجية من التأثر بفيروس التعصب الجماهيري، الذي بات ظاهرة كونية، منتشرة في ملاعب العالم شرقاً وغرباً، جنوباً وشمالاً، فلا أحد يمكنه التنبؤ بما قد تأول إليه أحداث مباراة «ديربي»، أو لقاء قمة في دوري من دوريات منطقتنا الخليجية، ولا أحد يتوقع، ما قد يتورط فيه لاعب دولي خليجي، سواء مع حكم أو زميل داخل الملعب.. الأمثلة كثيرة قد لا يتسع المجال لذكرها، ولكن آخرها وأشهرها هو تعدي بدر المطوع ونواف الخالدي نجمي المنتخب الكويتي ونادي القادسية على حكم مباراة فريقهما أمام النصر، وهو ما أثار جماهير النادي، التي اقتحمت الملعب في محاولة للاعتداء على الحكم. 
وفي الدوري الإماراتي، هناك ماجد ناصر أشهر اللاعبين المعروف عنهم «انفلات الأعصاب» فتارة يتوقف بسبب ضرب حكم، وثانية بسبب ضرب مدرب، وأخرى بسبب البصق على حكم، وبين جماهير أنديتنا وقعت تصرفات بعيدة عن الأخلاق الرياضية، تارة اشتباكات وأخرى تحطيم سيارات، وثالثة في «موضة» اقتحام الملعب، التي كان بطلها جمهور الوصل، الأولى في البطولة الخليجية للأندية، والثانية في أول ظهور لماجد ناصر حارس الوصل الأسبق مع الأهلي فريقه الجديد. 
أما في الدوري السعودي فحدث ولا حرج، اقتحامات للملعب وسباب وألفاظ بذيئة، وقذف زجاجات المياه، وغيرها من التصرفات التي تندرج تحت فئة التعصب الجماهيري، الذي بات أشبه بـ«سرطان» ينخر في عظام المنظومة الرياضية الخليجية تحديداً، والعربية بشكل عام.

​المصادر: المواقع العربية المعتبرة + اليوتيوب

​شاهد.. "ضرب مبرح" لحكام مباراة كأس ولي العهد الكويتي

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق